كان جون هاريسون صانع ساعات إنجليزيًا ولد في يوركشاير عام 1693. اشتهر بعمله في صنع ساعات دقيقة للغاية، وخاصة الكرونوميتر البحري. في أوائل القرن الثامن عشر، كانت مشكلة تحديد خط الطول بدقة في البحر تشكل تحديًا كبيرًا للملاحين، حيث كان من الصعب تتبع الوقت على متن سفينة متحركة. عرضت الحكومة البريطانية جائزة كبيرة لأي شخص يمكنه حل المشكلة، وأصبح هاريسون عازمًا على القيام بذلك.
أمضى هاريسون سنوات عديدة في العمل على الكرونومتر البحري الذي صممه، والذي صُمم للحفاظ على الوقت الدقيق في البحر. وقد اكتمل أول كرونومتر له، والمعروف باسم H1، في عام 1735، وقضى سنوات عديدة أخرى في إتقان تصميماته. وقد ابتكر ما مجموعه أربعة كرونومتر، كل منها أصغر وأكثر دقة من سابقتها.
في عام 1761، تم اختبار كرونومتر هاريسون H4 في البحر وثبت أنه دقيق للغاية. تم اختبار الكرونومتر مرة أخرى في عام 1762، ووجد أنه دقيق بنسبة ثلث ثانية في اليوم. كان هذا إنجازًا مهمًا، حيث سمح للملاحين بتحديد خط الطول الخاص بهم بدقة لأول مرة، مما أحدث ثورة في الملاحة في البحر.
وعلى الرغم من نجاحه، واجه هاريسون العديد من التحديات طوال حياته المهنية، بما في ذلك الافتقار إلى الدعم من المؤسسة العلمية في عصره. وكان على خلاف دائم مع عالم الفلك الملكي، الذي كان متشككًا في عمله، ولم يحصل على التقدير الذي يستحقه إلا في وقت لاحق من حياته. توفي هاريسون في عام 1776 عن عمر يناهز 83 عامًا، لكن إرثه استمر. تعتبر كرونومتراته البحرية الآن من أهم الأدوات العلمية التي تم إنشاؤها على الإطلاق، وهي معروضة في المتاحف حول العالم.
وتقديرًا لإنجازاته، منحت الحكومة البريطانية هاريسون جائزة قدرها 20 ألف جنيه إسترليني (ما يعادل ملايين الجنيهات اليوم) في عام 1773، وتم الاحتفال بقصته في الكتب والأفلام والوثائقيات. ويُذكر باعتباره صانع ساعات رائدًا ساعد عمله في تشكيل الملاحة الحديثة والاكتشاف العلمي.
سوف يعجبك أيضًا:
تجربة عملية: ساعة GT Racing Edition Chrono